نسمع كثيرًا بمصطلح “التفكير الناقد”، ولكن ماذا نعرف عنه؟
يتسم التفكير الناقد بثلاثة سمات رئيسية: الفضول، والشكوكية، والتواضع. ويقود هذا النوع من التفكير لاختبار الادعاءات، وتقييم المصدر، والتعرف على التحيزات الخفية، وتقييم الدليل، وتقييم الاستنتاجات.
يتخذ المفكرون الناقدون موقفًا محايدًا عندما تصلهم معلومة. يتساءلون عن مصدرها، ومدى مصداقية هذا المصدر. هل هي من جهة مختصة ومعتبرة؟ قد يخطون خطوة أبعد ليتحققوا من الدليل الذي استندت عليه هذه المعلومة.
كما أنهم أقدر على معرفة تحيزاتهم الذاتية. فهم يتساءلون ويأخذون بعين الاعتبار أمورًا مثل: هل لديهم تحيزات تفضيلية قد تأثر في أحكامهم واختياراتهم وقراراتهم؟ هل هم متحيزون لكيانات وجماعات محددة بحكم أنهم ينتمون لها (عائلة، قبيلة، فريق، منظمة، إلى آخره..)؟ هل لديهم تحيزات ذهنية تأثر في طريقة تلقيهم وإدراكهم للأمور، وفهمهم لمختلف أطياف البشر؟
بالإضافة لذلك، يقيم المفكرون الناقدون استنتاجاتهم واستنتاجات الآخرين ليتأكدوا من سلامة ومنطقية الطريقة التي اُتُّخِذَتْ للوصول لهذه الاستنتاجات.
وأخيرًا، لا يتسم المفكرون الناقدون بالغطرسة والتكبر والنقد لأجل النقد بل على العكس من ذلك؛ التواضع هي سمتهم. فهم مستعدون لقبول أي معلومة حتى وإن خالفت توجهاتهم وآرءهم إذا تبين لهم صحتها.
التفكير الناقد هو باختصار التفكير بفطنة عالية، وهي سمة في غاية الأهمية وقادرة على أن تميز شخصًا من بين مجموعة من الأشخاص الذين يفكرون بطريقة بسيطة غير ناقدة.
The Story of Psychology in Psychology, by David G. Myers and C. Nathan DeWall Worth Publishers, Macmillan Learning