هل ينتهي الحب بعد حين؟
الحقيقة هي أن الحب لا ينتهي، ما “قد” ينتهي هو التزام الناس بالحب. الحب الحقيقي ليس قصة خيالية، وإنما رحلة تتطلب الشجاعة في إظهار الضعف وبذل المجهود، فنتيجة ذلك هي أن حبك لشريكك في الذكرى الخمسين لزواجكما سيكون أعمق من ليلة زفافكما. إن الحب يمكن أن يدوم للأبد (Gottman, 2019).
إن فكرة بقاء واستمرار الحب ليست وردية، وإنما واقعية جدًا إذا أدركنا أن الحب أكثر من الافتتان والشعور بالانجذاب للشخص الآخر. الحب يعتمد على التفاعل العميق، والتفهم العالي، والاهتمام والشعور بالأمان والثقة. إن من أساسياته القرب والارتباط والاتصال العاطفي والفكري والجسدي، والالتزام ببذل المجهود في سبيل المحافظة عليه، وبالعطاء والدعم والمساعدة والإخلاص.
قامت إحدى دراسات علم الأعصاب بفحص مناطق الدماغ المعالجة للدوبامين لدى الأفراد الذين هم في علاقات جديدة والأفراد في زيجات طويلة الأمد (10-27 سنة). وجدت الدراسة أن عرض صور الشركاء على كلا المجموعتين نتج عنه نشاطًا مماثلًا في منطقة الدماغ المعالجة للدوبامين، كما وجدت نشاطًا في مناطق الدماغ المتعلقة بالارتباط والتعلق لدى المتزوجين لمدة طويلة.
تؤكد هذه الدراسة على أن الحب قد يستمر للأبد، وأن التعقيد في تفاعلات الدماغ لدى من هم في زيجات طويلة قد يكون ناتجًا عن عمق في التواصل والارتباط بين الشركاء.
يقول عالم النفس روبرت ستيرنبرغ، الافتتان هو أسرع ما يتطور، وأسرع ما يتلاشى. إن القرب والارتباط والاتصال العاطفي والفكري يتطور بشكل أبطأ، ويتطور الالتزام بشكل أبطأ من ذلك.
خلاصة القول، الحب الأبدي لا يحصل من نفسه دون جهد كما تصوره لنا أفلام ديزني. يركز الحب الأبدي على جانب الجهد والبذل. فهو يعتمد على جوانب جوهرية مثل الانجذاب، والقرب والارتباط العميق، والالتزام.*
يستند هذا المنظور على أبحاث علماء النفس قوتمان وستيرنبرغ.